خصائص الغطاء النباتي والثروة الحيوانية بالمنتزه الوطني لتازكة
تقديم عام بدأ الإهتمام بدراسة الإشكاليات التي يطرحها الاستغلال المفرط للغابات على المستوى الوطني بشكل فعلي وجلي منذ مؤتمر ريو سنة 1992 ، الذي أكد أن تجاوز الإكراهات البيئية وانعكاسات التغيرات المناخية عليها رهين بالإهتمام بالمجالات الغابوية لما لها من ادوار ايكولوجية ، حيث تعمل على امتصاص أكسيد الكربون ، وطرح الأكسجين.
لهذا فالحرص على تهيئة الغابات لم يكن يمحو الصدفة ، بل ثاني جاء من خلال أهميتها الإيكولوجية والاقتصادية . وذلك بوضع سياسات -منها ماهو منبثق عن المواثيق الدولية والإقليمية والوطنية تدعو إلى ضرورة تبني استراتيجيات وطنية ومحلية للحفاظ على المجالات الغابوية .
لما لذاك من انعكاسات على الأنظمة البيئية والتنوع البيولوجي ، من خلال مذكرات 21 المحلية هذه الأخيرة التي عمل المغرب على تبنيها في مجموعة من المدن كمراكش وأكادير ، بهدف الحد من تدهور الأنظمة الغابوية والبيئية . وبعد تدهور الاوساط الطبيعية من المواضيع الحديثة التي تشغل بال الباحثين في مختلف التخصصات العلمية .
فقد ترتب عن التقلبات المناخية من جهة ، والتزايد الديمغرافي وما يفرضه من ضغط متزايد على الوسط الطبيعي من جهة ثانية ؛ تدهور وتراجع الأوساط الطبيعية ، ولقرون عديدة حاول الإنسان أن يكيف الأوساط لخدمته ، واستمرت الأوساط -تلبي حاجياته بدون أن تتعرض للتدهور إلى حدود القرن العشرين.
خاصة النصف الثاني منه ، إذ أدت عوامل متضافرة إلى الإخلال بالتوازنات البيئية في جل بلدان العالم هذا ويرتبط تدهور الغطاء النباتي في البلدان الصناعية المتقدمة بما ينجم عن التصنيع من مخلفات سامة تؤثر على الوسط الإحياني بصفة عامة.
أما بالبلدان المتخلفة المتواجدة خصوصا بالنطاقات الجافة وشبه الجافة ، فيرتبط تدهور أوساطها بالضغط البشري المفرط ، وعموما فإنه لا يمكن الحديث عن تدهور الغطاء النباتي بالمغرب إلا مع بداية الستينيات ، حيث بدأت الموارد تتناقص بوتيرة خصائص الغطاء النباتي والثروة الحيوانية المنتزه الوطني تازكة 2014 سريعة مقابل تزايد ديمغرافي مذهل.
مما تسبب في انقراض أصناف من الوحيش والنبات ، وطبعا لما لعهد الحماية من دور كبير في استنزاف الثروات الغابوية أما المنطقة المدروسة تازكة . باعتبارها مجالا جبليا ، فبدأت الموارد الطبيعية والغطاء النباتي على الخصوص يعرف تطورا تدريجيا انطلاقا من الستينيات وبداية السبعينات في ارتباط مع عمليات الصون والمحافظة قاطعة مع التدهور الناتج عن الإستغلال القديم للمجال.
تزايدت حدته خلال فترة الحماية ، بعد أن ارتفعت حاجيات المدن من الخشب . حيث تضافرت العوامل البشرية المتمثلة في الإستغلال المفرط للموارد الغابوية ، ومناخ يتميز بتقلباته ولا يساعد على تجددها بسهولة ، والتي سرعت في تراجعها .
وإذا كان التدهور الذي عرفه المنطقة سابقا يقترن بالاستغلال المفرط وبنشاط عمل التعرية ، والذي يفضي إلى تقلص الغطاء النباتي ، وكذا تناقص مردودية الأراضي الفلاحية التي تتميز بمجهريتها وتقزمها .
فإنه يجدر بنا أن نتعرف مكامن الخلل في تدهور الغطاء النباتي والتنوع الحيواني ؟ هل الساكنة المحلية وحدها تتحمل مسؤولية هذا التدهور والتراجع ؟ أم أن الظروف الطبيعية هي التي عجلت بهذا التدهور ؟ .
أهمها عدم التجديد الطبيعي للغطاء النباتي – فإستمرارية الظروف الطبيعية والضغط البشري كأسباب مباشرة ورئيسية فيما آلت إليه وضعيات المجالات الغابوية في المغرب أصبح أمرا متجاوزا.
لامكن أن يتحقق أي تقدم أونصل إلى أية نتيجة إذا لم نستطع أن نغير هذا المنطلق ورغبة في تثمين المنتوج الغابوي والبيئي ببلادنا ، وصيانته مما يهدده .
سواء من الطبيعة نفسها أو ساكنة المناطق الغابوية أو الحيوان ، قامت الدولة بإنشاء حوالي عشر منتزهات وطنية بكل من الداخلة ودرعة السفلى وإيرقي والأطلس الكبير الشرقي وإفران وتلسمطان والحسمية ، وسوس ماسة ، وتازكة وتوبقال إضافة إلى 146 محمية طبيعية عبر التراب الوطني ، وذلك بفضل توفر المغرب على عدد كبير من المناطق الرطبة لشمال إفريقيا ، حيث يحتوي على أكثر من 20 بحيرة طبيعية داخلية.