الإطار البشري لمناطق الواحات وشجر الأركان:
إن دراسة الإطار البشري لأي مجال كيفما كان له أهمية كبيرة تتجلی بالخصوص في معرفة دينامية وحركية السكان عبر الزمان والمكان ، وكذا علاقتهم بالمجال.
لكنه في نفس الوقت وفي مقابل ذلك نجد أنه من الصعوبة الإحاطة بكل الخصائص والمميزات البشرية المجال ما .
وذلك نظرا لغياب الوثائق التاريخية في غالب الأحيان حول الساكنة .
وقلة المصادر التاريخية عنها واختلافها في بعض الأحيان حول الأصول العرقية مما ينتج عنها بالإضافة كذلك إلى النمو السريع للسكان .
بنية السكان بمناطق الواحات وشجر الأركان :
تعد مناطق الواحات وفضاءات انتشار الأركان مجالا فريدا ومتميزا لتمركز السكان والاستقرار البشري بصفة عامة ، نظرا لإمكانيتها الطبيعية وكذا نظرا لموقعها الجغرافي المتميز ومؤهلاتها السياحية .
كما أنها تشكل موطنا لمهد الحضارات التي مرت على حكم وصناعة تاريخ المغرب ، وتبلغ ساكنة المجالات الواحية وكذا فضاءات شجر الأركان حوالي 4.4 مليون نسمة سنة 2010 ، وحوالي 5.25 مليون نسمة حسب إحصاء 2014 للسكن والسكني .
وبذلك فهي تنمو بوتيرة متزايدة وسريعة بحيث وصل فيها معدل النمو الطبيعي ما بين إحصائي 1994 و 2004 إلى 0.9 % 30 ، ويتميز التركز السكاني بهذه المناطق بوجوده حول جوانب وضفاف المجاري المائية .
كما أنه في الوقت الحالي وعلى مر العصور تعيش بالواحات وكذا في مناطق انتشار شجر الأركان عدة أجناس مختلفة وقبائل متعددة شكلت عناصر سسيوثقافية ونذكر منها ما يلي :
أمازيغ سوس : تشمل نطاقا مجاليا وشاسعا للغاية وكلها من أصول أمازيغية محضة ، وتنتشر في الغالب في مناطق انتشار الأركان وتضم قبائل متعددة من بينها قبيلة أيت بعمران ، قبيلة إيحاحان ، إلى جانب قبيلة هوارة.
المرابطين : يطلق عليهم بالأمازيغية ” إكرامن ” ، يرتبط وجودهم بالزوايا باعتبارهم من رعاة هذه الأماكن ، ميزتهم وسيمتهم في نشر العلم ومبادئ التصوف ، كانوا يتميزون بالحياد في جميع الحروب في المناطق التي يتواجدون بها.
الشرفاء الأدارسة : هم عرب ينسبون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويظنون أن دماءه تجري في عروقهم بصفة عامة ، وذلك من خلال المولى إدريس مؤسس مدينة فاس .
أيت عطا : عبارة عن قبائل صنهاجية أمازيغية من الجنوب الشرقي للمغرب معظمهم ينتمي إلى برابرة أمازيغ صنهاجية من الطبقتين الثانية والثالثة حسب تصنيف ابن خلدون ، يطلقون على أنفسهم افتخارا ” ايمازيغن ” أي الرجال الأحرار يتميزون عن غيرهم من القبائل بكثرة عددهم وشجاعتهم وتشبتهم بالاستقلال .
الحراطين : يعتبر الحراطين من أهم الفئات الاجتماعية ليس فقط من عددهم إنما أيضا من حيث أدوارهم الاقتصادية والاجتماعية ، ينتشرون مناطق الواحات وكذا في مناطق الأركان ويشكلون القاعدة البشرية الأساسية التي كان يقوم عليها اقتصاد هذه الواحات لأن دورهم بالأساس كان يقتصر على تفليح الأرض وزرعها .
وقد مرت أجناس متعددة على مناطق الواحات وشجر الأركان ، غير أن الملاحظ أن أغلب ساكنة هذه المجالات على مر التاريخ هم تقريبا يتميزون بأحادية إثنولوجية أغلب هذه المناطق لا يقطنها إلا عنصر عرقي واحد يتمثل في العنصر الأمازيغي مع وجود في بعض الأحيان خليط منصهر بين قبائل مختلفة الأعراق .
قد يفيدك أيضا:
السياق العام لخلق وكالة تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان هيكلتها ، مهامها ، برنامجها