الخصائص الجيولوجية والجيومرفولوجية:
تعتبر الجيولوجيا من الركائز الأساسية التي تعتمد عليها دراسة طبيعة خزانات الماء الباطنية ، حيث تساعد على تحديد قدرة الصخر على امتصاص الماء ، أو ما يسمى بنفاذية الصخر ، والتي تختلف باختلاف المكونات الليتولوجية أو الصخارية ، وبالتالي تحديد طبيعة الجريان السطحمائي والباطني .
لذا ، سوف نركز بالأساس على الجانب الصخاري الذي تتكون منه البنية الجيولوجية .
تنتمي منطقة الدراسة من الناحية الجيولوجية والجيومرفولوجية إلى ” المسيطا المغربية ” التي يطبعها الانبساط ورتابة السطح في أغلب مجالاتها .
هذه الخاصية مرتبطة بطبيعة تطور البنية الجيولوجية لهذا المجال الذي تعرضت قاعدته القديمة لهزات بنائية هرسينية تعود إلى نهاية الزمن الأول .
وقد نتج عنها ظهور انكسارات وبروز تضاريس التوائية تمت تسويتها قبيل وأثناء الترياس .
وبقيت مستقرة منذ ذلك الوقت بحيث لم تعرف التقبب إلا في بعض أجزائها المعرضة للتعرية . بينما استقبلت أجزاؤها المتهدلة ببطء رواسب وتوضعات بعضها بحري ينتمي للبليوسين والميوسين وبعضها قاري ينتمي أساسا للرباعي الذي عرف أيضا تشكيل بعض الكثبان الرملية بموازاة الساحل جلها أصبح متصلبا .
إلا أنه على العموم بقيت معالم مخلفات الحركات الأولى تشكل الإطار التضاريسي العام الذي توجد عليه المنطقة حاليا
تنتمي القاعدة الصخرية لميدان البحث إلى صخور الزمن الأول خاصة مواد فترة الكمبري والفحمي ، وهي صخور بعضها هش ولين وبعضها الآخر صلب ومتماسك ومقاوم .
وأهم هذه الصخور الشيست والكوارتزيت اللذان يظهران على السطح عند سفوح الأودية وبعض الأجزاء من خط الساحل وعند البروزات الصخرية .
وتتميز بتنوع صخري سواء من حيث الأصل أو من حيث مراحل الإرساب ، حيث صخور القاعدة القديمة التي رسبت خلال الزمن الأول في فترات السلوري والديفوني والفحمي .
وتظهر رواسب السلوري بسحنات صخرية تتشكل من الطين ودكات حتية وشيست ورقي وهي الأكثر قدما ، وتتواجد بالأساس عند مجرى واد الشراط وموزعة على أماكن مختلفة .
أما الديفوني فيظهر بسحنات كلسية وشيستية حثية في المجالات التي يقطعها واد النفيفخ ، ويمثل الفترة الأكثر بروزا في المنطقة .
أما بالنسبة للفحمي فنجد رواسبه تتركز بشكل أكبر في منطقة الكارة ، كما تنتشر بشمال منطقة الدراسة بسمك أقل وتتكون سحناته من الشيست ، والاكلاس ومستويات كوارتزيتية بالإضافة إلى مرورات حتية ” .
أما صخور الزمن الثاني فنجدها موزعة على جل المنطقة بسحنات ترياسية تختلف في السمك والتوزيع خصوصا بمنطقة الزيايدة .
وتتكون من الشيست والكواتزيت
وبعض الطفوحات البازلتية وعناصر طينية .
ويظهر المركب الترياسي جيدا عند ضفاف واد النفيفخ ، وتنسب التراكمات الحث كلسية لنهاية الثلاثي وتبرز بشدة في العديد من المواقع .
أما التكوينات الإحيائية المنتمية لبداية الرباعي فتغطي بعض المجالات من السطوح الهضبية ، وهي مواد متجانسة مكونة من الرمال والطمي والطين المحلي ، نسيجها خشن تتخلله عقد حديدية .
وعموما ، تعرض هذا المجال لحركات بنائية هرسينية أدت إلى رفع المنطقة وبروزها فوق سطح البحر منذ الزمن الأول إلى الآن .
مما جعلها عرضة لمختلف عوامل التعرية اللاحقة للحركات الهر سينية التي أدت إلى تسوية المجال.
بعد التسطيح شبه التام للمجال أدت عوامل التعرية إلى إعادة تنشيط عمليات التشكيل وتعميق الأودية وتجديد ديناميتها ، كواد الشراط وواد النفيفيخ اللذان يتعمقان بأزيد من 100 متر ، مستغلان بذلك بعض المرورات الصخرية الهشة.