العوامل البشرية المؤترة على الموارد المائية:
إذا كانت الخصائص الطبيعية لأي إقليم تؤثر في موارده المائية سواء من حيث توزيعها ومدى تجددها وتنوعها وصلاحيتها للأغراض المختلفة ، وإذ كانت الموارد المائية تلعب دورا رئيسيا ومحوريا في توزيع السكان واستقرارهم.
حيث لايتصور قيام أي مجتمع مستقر دون توفر مصدر للمياه ، فإن العامل البشري أيضا يلعب دوراً لايقل خطورة وأهمية في قضية الموارد المائية فالعامل البشري المثمثل في السكان أساساً هو المنوط باستغلال هذه الموارد وهو الذي يتحكم في كيفية استخدمها وإدارتها.
يضع السياسات التي تنظم التعامل مع تلك الموارد فضلا عن تحديد الأساليب والطرق المتبعة في استخدام المياه للأغراض المختلفة لاسيما في مجال الزراعة .
هذا فضلا عن تأثير حجم السكان وكثافتهم ومستواهم المعيشي والأنشطة التي يمارسونها على حجم الطلب على المياه .
كما لايمكن إغفال دور المستوى التعليمي للسكان وأثره في مدى الوعي بأهمية المحافظة على هذه السلعة الحيوية وترشيد استخدامها والاستفادة بكل قطرة مياه ، أو العكس من عدم اكتراث بأهميتها والتعامل معها باعتبارها سلعة غير قابلة للنضوب وتلويثها وتبديدها.
وفي ما يلي عرض لتأثير تلك العوامل على الموارد المائية من خلال دراسة السكان ( من حيث عددهم وتوزيعهم بالإضافة الى حالتهم التعليمية والنشاط الاقتصادي ) وأثر كل من التوسع العمراني والزراعي على الموارد المائية .
الديناميكية الديمغرافية :
ضعف معدل النمو يخفى تباينات قوية قدر عدد سكان إقليم بنسليمان سنة 1960 بحوالي 84183 نسمة ، وارتفع إلى 108040 نسمة سنة 1971 ، أما سنة 1982 فقد وصل إلى 127890 نسمة ، ليبلغ 180303 نسمة سنة 1994 ، و 199612 سنة 2004.
يظهر من خلال الإحصائيات الرسمية أن ساكنة الإقليم شهدت نموا مهما بلغ 24.5 % خلال الفترة الممتدة ما بين 1960 و 1971 و 23.2 % ما بين 1971 و 1982 و 18.2 % ما بين 1982 و 1994 ، تم 9.6 ما بين 1994.
من خلال الجدول أعلاه نلاحظ بأن مجموع سكان الإقليم وإن كان عرف نموا بلغ ( 9.6 % ) ما بين 1994 و 2004 ، فإن هذا لا ينطبق على جميع الجماعات ، حيث إن هناك بعض الجماعات التي عرفت تراجعا كبيرا وصل إلى ( 5- % ) بجماعة بئر النصر ، والردادنة أولاد مالك ب ( 1.1- % ) وهي كلها جماعات داخلية .
في حين أن هناك جماعات أخرى عرفت نموا كبيرا تجاوز معدل النمو الوطني ، الأمر يتعلق بجماعة المنصورية إضافة إلى بوزنيقة ومركز بنسليمان التي عرفت نموا وصل إلى ( 4.3 % ) وهي كلها ساحلية أو قريبة من الساحل .57 2.
الكثافة السكانية بالإقليمتعرف أرياف منطقة بنسليمان تفاوتا كبيرا على مستوى الكثافة السكانية ، حيث يصل معدل الكثافة بالإقليم 80 نسمة / كلم 2 .
ويمكن التميز داخل الإقليم بين مجالات حيث الكثافة السكانية مرتفعة تتعدى 100 نسمة / كلم 2 بالجماعات الساحلية ( جماعة المنصورية 170 نسمة / كلم 2 ، الشراط 108 نسمة / كلم 2 ، ومركزي بوزنيقة 262 نسمة / كلم 2 ، وبنسليمان ) .
ومجالات حيث الكثافة السكانية معتدلة وتتراوح ما بين 80 نسمة / كلم 2 ، و 50 نسمة / كلم 2 بالجماعات التالية : ( فضالات 80 نسمة / كلم 2 ، أولاد علي 95 نسمة / كلم 2 ، مليلة 78 نسمة / كلم 2 ، أولاد يحي 63 نسمة / كلم 2 ، وموالين الغابة 53 نسمة / كلم 2 ) .
ثم المجالات ذات الكثافة السكانية الضعيفة وهي بالجماعات القروية التالية : ( موالين الواد 50 نسمة / كلم 2 ، الردادنة أولاد مالك ب 74 نسمة / كلم 2 ، أحلاف 45 نسمة / كلم 2 ، عين تيزغة 42.3 نسمة / كلم 2 ، سيدي بطاش 24 نسمة / كلم 2 ، بئر النصر 21 نسمة / كلم 2 ).
الملاحظ أن الكثافة السكانية المرتفعة متمركزة بالجماعات الساحلية والمراكز الحضرية ، وكلما اتجهنا من الساحل نحو الداخل إلا وتنخفض هذه الكثافة لتصل إلى 21 نسمة / كلم 2 بجماعة بئر النصر وهذا راجع لمجموعة من العوامل .
إقرأ أيضا: العوامل الجغرافية المؤثرة على الموارد المائية بإقليم بنسليمان
Thanks for you