العوامل الجغرافية المؤثرة على الموارد المائية بإقليم بنسليمان

العوامل الجغرافية المؤثرة على الموارد المائية بإقليم بنسليمان:

تتأثر الموارد المائية بمجموعة من العوامل الجغرافية ، التي قد تتحكم في ظروف تواجدها وكميتها ومقدار تجددها أو نمط استخداماتها وحجم الطلب عليها ، ويهدف هذا الفصل الى بيان أثر تلك العوامل سواء أكانت طبيعية أو بشرية على الموارد المائية بالمنطقة.

العوامل الطبيعية:

تعد الظروف الطبيعية لأي إقليم ذات أهمية بالغة بالنسبة للموارد المائية حيت تؤثر العوامل المتمثلة في الموقع والتركيب الجيولوجي ومظاهر السطح والتربة والمناخ على الموارد المائية من حيت ظروف نشأتها وتوزيعها وكمية الفواقد والتغذية السنوية .

كما تتحكم المتغيرات السابقة في تحديد حجم الاحتياجات اللازمة للإقليم . الموقع يقع إقليم بنسليمان بمنطقة انتقالية بحكم موقعه بين النطاق المعتدل الأكثر رطوبة في الشمال ، والنطاق الحار شبه الجاف في الجنوب .

وعموما فالمنطقة تنتمي إلى النطاق الشبه الجاف ، كما يحتل موقعا متميزا ضمن المجال الجغرافي الوطني بفضل وجوده في ممر رئيسي بين شمال وجنوب المغرب ، إضافة الى مجموعة من المزايا التي يتيحها هذا الموقع نذكر منها على الخصوص.

توفر الإطار المجالي للمنطقة على مؤهلات إنتاجية هامة بحكم انتمائه إلى بيئة جغرافية ذات سطح منبسط على العموم والذي يوفر تسهيلات في ميدان الربط الطرقي والمواصلات بصفة عامة ، وهي من العناصر الضرورية لمزاولة وازدهار مختلف الأنشطة الاقتصادية وغيرها ، تم إن الكثير من أجزاء هذا السطح تغطيه تربات خصبة من نوع التيرس والحمري التي بتضافر مع عناصر أخرى.

تتيح إمكانيات إضافية لتطوير الإنتاج الفلاحي ، كما ،يسود الإقليم مناخ معتدل نسبيا بفضل انفتاحه على المحيط الأطلنطي الذي يوفر من جهة أخرى إمكانيات هامة للتبادل والتواصل مع العالم الخارجي كل هذه المزايا التي يتيحها الموقع جعلت من إقليم بنسليمان مجالا جغرافيا بات يعرف ، خاصة بعد عقد السبعينات من القرن العشرين ، انتشارا متزايدا لأنشطة غير فلاحية وخاصة أنشطة الترفيه والأنشطة الصناعية الصغرى والمتوسطة التي تتمركز أساسا بالنطاق الساحلي والنتيجة هي دخول هذه الموارد في مسلسل العجز المتواصل والموازنة السنوية السلبية التي لم يتمكن التهاطل اثناء السنوات الرطبة من تداركها.

مظاهر السطح يغلب عليها الطابع الهضبي تتمثل أهم مظاهر السطح بإقليم بنسليمان في الهضبة وكذلك المجال الجبلي المحدود وفيما يلي دراسة لأهم مظاهر السطح في المنطقة .

المجال الهضبي الهضبة الساحلية لبوزنيقة تمتد هضـبة بوزنيقة السـاحلية بين بن يخلف في الجنوب والصـخيرات في الشمال ، وتصل داخليا إلى مستوى شريط الكثبان المتقطع . وداخل هذه الهضبة نميز بين مستويين.

مستوى داخلي يمتد على شكل شريط من التموجات المتقطعة تتراوح فيه الارتفاعات ما بين 100 و 160 م ، ومسـتوى سـاحلي يعكس نهاية امتداد السطح المنبسط والمتدرج للهضبة المنخفضة الساحلية بين بوزنيقة وبنسليمان .

هذا المستوى يتميز بكونه أكثر انبساطا وتماسكا ، تتدرج فيه الارتفاعات من 100 م في الداخل إلى أقل من 20 م عند الجزء القاري القريب من الشاطئ .

ويبلغ انحدار هذا السطح حوالي 0.5 % ، وتنتهي هذه الهضبة عند الشريط السهلي الساحلي.