توازن الموارد الطبيعية:
إن المخاطر التي تهدد توازن واستدامة الموارد الطبيعية من ماء وتربة وغطاء غابوي وأوساط بيئية أصبحت تشكل مواضيع اهتمام وقضايا الساعة في العالم بأسره .
من ضمن القضايا المثيرة للانشغال ، تلك المتعلقة بتدبير الموارد المائية .
فهذه المادة الحيوية تخضع في الوقت الراهن لاستغلال مفرط خاصة في الفلاحة .
ففي المدار المسقي ، تضيع كميات هائلة من المياه السطحية ، نتيجة لتدهور التجهيزات وغياب آليات تضمن صيانتها باستمرار ، وكذا بسبب التقنيات التي مازالت معتمدة في ميدان السقي .
والمياه الباطنية ، بدورها ، أصبحت معرضة لخطر الاستنزاف من جراء اتساع نطاق الزراعة المسقية وعدم ترشيد استعمال الماء ، خاصة في الشريط الساحلي الأطلنطي .
وعلاوة على هذا ، فإن الموارد المائية حسب fao ، سطحية كانت أم باطنية معرضة للتلوث نظرا لتصريف المياه المستعملة في المدن والصناعة دون معالجة ، وللإفراط في استعمال المخصبات والمبيدات في القطاع الفلاحي.
لذا ، فقد بات من الضروري النظر في تدبير الموارد المائية ، بغية ترشيد استهلاكها وضمان حمايتها من التلوث ، وذلك عن طريق إتباع أساليب جديدة في تدبير الماء في المناطق المسقية مع إشراك جمعيات مستعمليه ، وذلك باتخاذ التدابير التنظيمية والقانونية الواردة في قانون المتعلق بالماء الصادر في 10-95 لضمان استغلال معقلن ومستدام للموارد المائية ، والحفاظ على جودتها عن طريق إنشاء محطات لمعالجة المياه المستعملة ليس فقط في المجال الحضري بل أيضا في المجال القروي .
ولم يظهر الاهتمام بمشكل الماء بالمغرب إلا ابتداء من الثمانينيات إذ لم يكن قطاع الماء مهيكلا كما هو حاليا حيث أصبح هناك قانون وكتابة دولة وأحواض نهرية ، تشكل إطارا تنظيميا للموارد المائية بالمغرب .
ففي بلد كالمغرب ، يعاني من قلة التساقطات المطرية وارتداد الجفاف ، تلعب الموارد المائية دور المحدد الرئيسي للتنمية بكل مكوناتها .
ولهذا ، فإن ترشيد تدبيرها يعتبر أمرا حيويا ، خصوصا وأن احتمال ندرة هذه الموارد وتراجع جودتها أصبح يشكل تحديا لاقتصاديات دول العالم .
وفيما يلي دراسة لواقع المياه في إقليم بنسليمان وتبيان حالتها وخصائصها سواء محليا أو على الصعيد الوطني ، ثم تحديد أهم التحديات والأخطار التي تواجه هاته الموارد مع ذكر كذلك مستقبل الموارد المائية للمنطقة
واقع الموارد المائية بإقليم بنسليمان:
يعتبر المناخ في مقدمة العوامل الطبيعية ذات التأثير المباشر على النظام الهيدرولوجي بالمغرب وتعد التساقطات المطرية والثلجية ، ثم الحرارة والتبخر على و رأس العناصر المناخية المؤثرة بشكل او بأخر على مدى توفر اوشح الجريان السطحمائي وارتفاع صبيب الأودية.
لكن في حالة الجفاف يلاحظ تراجع كبير في الجريان وفي الصبيب مقارنة مع الفترات الممطرة .
وكما يقول الله سبحانه وتعالى : ( ألم ترى أن الله انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ) [ الزمر 21 ] هكذا تدل الآية الكريمة أن الماء النازل من السماء يسلك ينابيع ، والينابيع : جمع ينبوع ، وهو منبع الماء ، كالعين والبئر .
فدل القرآن على أن ماء السماء تنبع منه الأرض ، والاعتبار يدل على ذلك ، فإنه إذا كثر ماء السماء كثرت الينابيع ، وإذا قل قلت ويقترح هذا الباب دراسة مختلف الجوانب المتعلقة بواقع الموارد المائية بالمنطقة ، في البداية سيتم التركيز على وصف التوزيع المجالي للتساقطات المطرية ثم دراسة وضعية مياه الأنهار ، بعد ذلك سندرس المياه الجوفية ، ثم سنعالج حالة السدود وموضوع الطلب على المياه وأخير سنعالج مختلف الاستعمالات الأخرى ) .
مياه الأمطار بالمغرب:
يراد بالتساقطات كل أشكال الرطوبة المتمثلة في الأمطار والثلوج والصقيع والبرد والضباب ، وتحدد كميات التساقطات ونوعيتها حسب عدة عوامل جغرافية وتعد التساقطات المطرية ظاهرة احتمالية وفجائية وغير منتظمة سواء في الزمان ولا في المكان وتقاس بواسطة ميزان الأمطار الذي يوضع على ارتفاع 1.5 م .
فوق سطح الأرض ، وتخضع المياه المتساقطة من الغلاف الجوي نحو الأرض إلى التوزيع الجزء الأكبر منها يتعرض للتبخر والنتح ، أما الباقي فجزء منه يتسرب نحو باطن الأرض في حالة صخور منفذة بينما الأخر يتحول إلى جريان سطحمائي .
شكرا جزيلا على المجهود
ليس هناك أي رابط يولك للكتاب .مجرد دعاية.